أســد العــروبـة

■الشاعر : محمد بن سيف العتيبة ■الغرض : العروبيات ■البحر : الكامل ■اللهجة : فصيح ■التفعيلة : متفاعلن متفاعلن متفاعلن × 2 ■القافية : ع ■الدولة : الإمارات ■المدينة : دبي ■تاريخ القصيدة : 05-01-2007 ■المناسبة : مرثيّة في السيّد الرئيس القائد صدام حسين كَتَبَهُ اللهُ في الشهداء و أسكنَـهُ فسيحَ جـنّـاته

سَــطَّرْتَ للأجْــيالِ مَجْـداً يَـقْــبَـعُ

عِـنْـدَ الثريا إذْ يُـضيءُ و يَـلْـمَـعُ

صـدامُ يا أسَـدَ العُروبَةِ لمْ يَـزَلْ

يَـبْـكيكَ شَـعْـبٌ للعُـــلا يَـتَـطَـلَّعُ

هَـيْـهاتَ للضِّرْغامِ يَـحْـنيَ رأسَـهُ

إذْ لا يُـهادِنُ أوْ يَـذِلُّ و يَـخْـضَـعُ

عَـنْ أُمَّةٍ قـاتَـلْـتَ وَحْــدَكَ صابــِرا

و تَرى صُـمودُكَ ثـُلّـَةٌ لا تَـسْمَعُ

قاتَـلْتَ حتى صِرْتَ رمزاً يُحْـتَـذى

و تَـعَـجَّـبَـتْ مِـنْـكَ التُّخومُ الأشجَعُ

هَـيْـهاتَ مِـثْـلُـك في مبادئِهِ يَـرى

عَـيْـباً فَـيَـنْحى ثُمَّ يَـنْأ و يَرجِـعُ

ما بـاعَ أُمَّـــتَـهُ وَ ضَــيَّـعَ مَـبْـدأً

فَـأَبَـتْ مُروءَتُـهُ تَـجوعَ و يَـشْبَعُ

للـقُـدْسِ كانَ يَسِلُّ سَـيْـفَـهُ ناظِـرا

لا يَـنْحني لا يَرْتَـضي لا يَـهْـجَـعُ

غَدَرَتْ بِكَ الـفُرْسُ استِـمالَةَ غَـفْـلَـةٍ

و قُـتِـلْـتَ غدْراً حـيـنَ لا تَـتَـوَقَّـعُ

وَ لَـتِلكَ منـهمْ خِـسَّـةٌ و دنـاءةٌ

بَـلْ إنَّـهُمْ مِـنـها أَخَسُّ و أفْـظَـعُ

نَـطَـقَ الشـهادةَ في قِوىً و جَسارةٍ

عَـلْياءَ جاوزها الجَسـورُ الأرْفَــعُ

عَـجَـباً تَعَجَّبَ مَنْ رآكَ فَـقالـها

ما ذلكَ الأسَـدُ الذي لا يَـجْـزَعُ

عايَــشْــتَ ضَـرْباً مِنْ أنـامٍ يـاقِـظا

أنَّى لِـمِثْـلِكَ أَنْ يُدَسَّ و يُـخْـدَعُ

لـكِـنَّـهُ العَـفْـوُ الذي عَـنْ قُــدرَةٍ

و العفوَ يَعْـرُبُ ما أراكَ و تُـبَّـعُ

كم من عَـدُوٍّ قد شَـنَـأْكَ و رُمـتَـهُ

و عَـفَـوْتَ عنه و إنَّ عَـفْـوَكَ أوسَـعُ

و إنَّـها شِـيَـمُ الـكِــــــرامِ تَـقـودُكَ

كما يَـقـودُ الغــادرينَ الـمَـطْـمَـعُ

وَ تَـوَجَّـهَـتْ للهِ نَصْراً تَـطْـــلُـبُ

قُـلـوبُـــنا و أَكُــــفُّــنا و الأذرعُ

يَـدعـو لَـكَ الأَشْــــرافُ مِنْ أبْـنائِـنا

الصـائـمون القـائـمون الـخُـــشَّـــعُ

عَـلَّـمْـتَـنا معــنى الصُّـمــودَ بـعِـزَّةٍ

عَـلَّـمْـتَـنا أنْ لا نُـوالي و نَـرْكَـعُ

عَـلَّـمْـتَـنا أنَّ الحـــياةَ قَـصيـــــرَةٌ

عَـلَّـمْـتَـنا في الحَـقِّ لا نَـتَـصَـنَّـعُ

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ بِتَـرْكِــكَ الدنيا فـفي

أحْـشائِـنا و قُـلوبـِـنا لكَ مَرْتَـعُ

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ عِـنِ العروبَةِ إنَّــها

تَـصبوا لِـمِـثْـلِكَ ما حوتْـهُ الأضْـلعُ

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ عَنِ العِـراقِ فـإنَّـما

خَسِرَ العراقُ و أهلهُ قَدْ ضُـيِّـعوا

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ مُضَحّياً عن مبدءٍ

يَـبْـقى مَـقامُـك عـالـياً لا يُـقْـذَعُ

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ فَــكُــلُّ حُــرٍ وَدَّ لو

مَـشْـياً و زَحْـفاً أنْ يَـجيءَ مُشَـيِّعُ

و لَـئِـنْ رَحَـلْـتَ فَــلا أكـادُ أُصَــدِّق

أنَّ المَـنِـيَّةَ مِنْ وَقـوعِـها أسـرَعُ

تَـبْكيكَ يا أَسَــدَ العُـروبَةِ طِـفْـلَـةُ

وَ شُـيوخُـنا و نِـساؤُنـا و الرُّضَّـعُ

تَـبْكيكَ يا أَسَــدَ العُـروبَةِ أرضُــكَ

وَ جِـبالكَ الشَّـمّاءُ .... حتى الأسْـبُـعُ

ماذا عَـساني فاعِــلٌ فـيـما أرى

و القَـلْـبُ مِنْ عُـدوانِـهِمْ يَـتَـقَـطَّـعُ

ما النيلُ في الحُـزنِ العميقِ و نَـعْـلَـمُ

قَـطْـعاً بِأنَّه لا يَـضُـــرُّ و يَـنْـفَـعُ

وَضْـعُ الرُؤى في غيرِ مَوْضِعِها أذى

إنْ زيَّـنوها لمْ يَـسَـعْـها المَـوْضِـعُ

و كذلك التـاريخُ لَـنْ يُـلْـقي الخنا

ألاَّ القُـمامَةَ أو تَـحـيـدَ الأفْـرُعُ

و الخائِـنـونَ لديـنِـهم و لأرضِـهِـمْ

دَعْـهُمْ يَخوضوا و يَـلْعبوا أو يَرْتَعوا

حتى يُلاقـوا يومَـهُـمْ ... لا آجِـلاً

و كـبـيرُهُـم لا فـالِـتاً و مُـرَوَّعُ

إنْ خالَـطَ البُـنْـــيانَ خَـلْــطٌ آسِــنٍ

فَـلَـعاجِـلاً أو آجِــلاً يَـتَـصَـــــدَّعُ

ألاّ يُـؤسَّـسَ غَـيْـرَ مَـرصـونٍ و لا

أدنى فَـيْـعْـلوه الغُــــثاءُ الأبْـقَـعُ

لا يَـبْـلُـغُ الإنْـسان ُ غــايَةَ مَـجْــدِهِ

إنْ جـاذَبَ الأهْـواءَ قَلْـبُ مـولَـعُ

أسَـفي على دنـياً مَـآلُـها حُــفْـرَةٍ

لا يَـعْـلَمُ الإنْـسانُ كيفَ المَـصْـرَعُ

ناديتَ في الأعرابِ تطلُبُ جَـمْـعَـهـا

فأبى الـوِفـاقُ شَتاتَ عُـرْبٍ يَـجْـمَـعُ

اللهُ يـــــــا ربّي أغِـثْـها بِـصَـحْـوةٍ

فمتى يُـقَّــدَّرُ أنْ يَـقـوموا و أنْ يَـعوا

طباعة القصيدة